1. سمسمه

    سمسمه New Member

    فلسطين - غزة - الكرامة , قصة قصيره , Short story

    فلسطين - غزة - الكرامة

    قصه قصيره رائعه

    اهداء للشعب الفلسطينى

    مع تحيات

    رسالة حب

    ملوك الحصريات

    [FONT=&quot]لحظة الميلاد[/FONT]

    [FONT=&quot] عبثيَّةٌ ، عبثيَّة ... إنّها صواريخُ عبثيَّةٌ ، لا تجلب لنا إلاّ الدّمار والهلاك ، فأيّ توازنٍ للرعب ذلك الَّذي يتحدّث عنه بعض القادة والسّاسة ... فتيانٌ يَئدون زهرة شبابهم بأيديهم عندما يفجّرون أنفسهم ، معتقدينَ أنّهم يتسلّقون خيوط الشمس نحو الجنّة والنعيم المقيم ... هذا ما دأب يردّده رئيس قريتهم الحاج " أبو عاصم الأيوبي " ، تلك القرية التي دوّخت الاحتلال قبل هروبه ذليلاً من غزّة .[/FONT]

    [FONT=&quot] بالأمس أعْلَنَتْ بعض الفصائل الوطنيَّة المقاومة عن إطلاق صاروخين نحو النَّقب ، فانفجر أحدها في السّماء ، وسقط الآخر على مزرعةِ دواجنٍ ؛ فنفق ثلُثُها . وكان قائد السَّريَّة الثانية في الكتيبة الخامسة قد طلب إليه أن يتهيَّأ نفسيًّا ؛ لأنّه سيُجهّزُ ليتّجه نحو الحدود لتنفيذ عمليَّة بطوليَّة معقّدة ... إنّه لا يملك إلاّ السَّمع والطّاعة ، فتلك فلسفة الحياة العسكريَّة .[/FONT]

    [FONT=&quot] جهّز المقاومُ نفسه ، وتلثّم كالأبطال ، وكان مدجّجًا بأسلحةٍ تقليديَّة وغير تقليديَّة ، سلّمه القائد
    الخارطة ، وجثا كلٌّ منهما على ركبتيه ، وصارا يرسمان خطوطًا متداخلة ، وأشكالاً شبه هندسيَّة توحي بمدى صعوبة الأمر وتعقيده ... حذّره من الفشل ، مع أنه كان يعلم أنَّ نسبة نجاحها لا تتجاوز ثلاثين بالمئة ، فإذا أضفنا عنصر التّردّد لديه وعدم القناعة ، فضلاً عن التصريحات المتتالية التي لا يفتأ يطلقها رئيس القرية ؛ فإنَّ النسبة ستتراجع لتصبح عشرين بالمئة ، ولكن حتى لو فشل فإنَّه متأكّدٌ أنَّ شرف المحاولة يكفيه .[/FONT]

    [FONT=&quot] تجاوز بعض الأسلاك الشّائكة ، وفق خطّةٍ محكمة ، وتسلّل إلى المعسكر كأنّه جنٌّ سديميُّ الهيئة ، وكان الليل قد هَبَطَ من علٍ ليُلْقِيَ بكلّ ثِقَله على الكون ، فلا يشقّ عُتْمَةَ الصَّمت ووحشَتَه سوى عواء ذئبٍ يأتي من مكانٍ بعيد ، ونباحٍ متقطّع لبعض الكلاب ... سار بخُفيةٍ متعرّجًا يَمْنَة ًويَسْرةً ؛ ليكون خارج دائرة الضوء التي تمسح المكان مَسْحًا من أعلى الأبراج ... رَصَدَ أمامه هدفًا بشريًّا سَهْلاً ... إنه جنديُّ حراسة ... اقترب رويدًا رويدًا ، فصار منه قاب قوسين أو أدنى ... فرأى أن رأسه تتأرجح جيئةً وذهابًا ، وبعد أن تيقّن أنَّ النّعاس قد غشّاه تمامًا ، كتمّ أنفاسه بيديه القويتين ، واستلَّ خِنْجَرًا من جعبته ، وغرس الخنجر في الجانب الأيمن من الرقبة ؛ حتّى اختفى نصفه السفليّ ، وتناثرت الدّماء على الأرض كشلالٍ متدفّق . [/FONT]

    [FONT=&quot] واصل طريقه إلى أن احتمى بجدارٍ فولاذيّ ، بعد أن أحسَّ أنَّ أحد الجنود انتابه شكٌّ بوجود حركةٍ غير طبيعيَّة ، سار بمحاذاة الجدار خُفيةً ، ووضع يده اليمنى على خاصرته؛لِيُخْرِجَ قُنْبُلَةً يلقيها صوْبَ هَدْفٍ مُدْرَجٍ ضِمْنَ الخطّة ، وما إنْ وضع يده اليسرى ليسحبَ حزامًا ناسفًا توشّح به ، حتّى شعر وكأنَّ سريره يلتطم بسقف الحجرة التي شَهدت ذلك الحُلم الرهيب ... هبَّ من نومِهِ كما الطّوفان المنهمر ، على أصواتِ تكبيرات هزّت أرجاء البيت ... وما هي إلاّ لَحظاتٌ حتّى بدأت المآذنُ تصدح بـ " الله أكبر ، الله أكبر ، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " ... وجملٌ أخرى لم يتسنَّ له التأكّد منها .[/FONT]

    [FONT=&quot] هُرِعَ إلى حيث التكبير والتهليل ؛ ليستطلع الأمر ... فتح الباب على مصراعيه ، وانطلق كعاصفةٍ هوجاءَ تفتك بكلّ ما في طريقها ... أحسَّ أنّه قد اصطدم بجسدٍ بشريّ ... وقع على الأرض بفعل قوّة الصّدمة ... رفع عينيه إلى أعلى ... فذُهِلَ عندما رأى الحاج " أبو عاصم " أمامه ... حاول جاهدًا أن يمنعه من الخروج ؛ لأنَّ ذلك سيكلفه الكثير ، كان بإمكانه أن يستطلع الأمر من أهله وذويه ، ولكنه صممّ أن يصل إلى الحقيقة في مضانّها . وبحركة لا إراديَّة دفع الحاجَّ أبا عاصم فوقع طريحًا على الأرض ، وانطلق صَوْب التكبيرات والتهليلات التي تزدادُ شيئًا فشيئًا ، لا بدَّ أن يعرف حقيقة الأمر... إنّه مُخْتَلِفٌ هذه المرّة ... عشرون عامًا وهو يغرق في بحور الشّكّ والهزيمة ، ناسيًا أنَّ بداية الهزيمة استسلام ، وبداية النصر ثورة على الانهزام . يقولون إنه بطلٌ .. شهمٌ .. شجاع .. لا يُشقُّ له غبار ، ولكنه غيرُ مقتنع ؛ لأنَّه مؤمنٌ أنَّ الألقاب ليست هي التي تكسب البطولة والمجد ، بل إنَّ الأبطال والعظماء هم من يكسبون الألقاب مجدًا ، فليس صعبًا أن يضحي من أجل وَطنٍ عظيمٍ مثل فلسطين ، ولكن من الصعب أن يجد وطنًا عظيمًا كفلسطين يستحق التضحية ، إنَّه يعرف تمام المعرفة أنَّ كل شيء في هذه الدنيا له ثمن حتى الكفن ... فلحظة معرفة الحقيقة كلحظتي الميلاد والموت لا تتكرر... بدأت الأصوات تذوب في كيانه من الدّاخل كما الثّلج في صيف حزيران المشتعل ... أخذ يفكّر كيف سيدرك لحظة الميلاد هذه ... ظلّ يجري ويجري لعله يصل إليها إلى أن تحوَّل إلى نقطةٍ سوداء امتزجت بالأفق البعيد .[/FONT]
    [FONT=&quot]انتهت القصة – مع تحيات خليل نصار ،،، [/FONT]





     
  2. جاري تحميل الصفحة...


  3. رد: فلسطين - غزة - الكرامة 2024 , قصة قصيره 2024 , Short story 2024

    قصة مؤئرة عن غزة العزة والكرامة