تفسير سورة الفجر - تفسير السعدي السلام عليكم سورة الفجر هي سورة مكية , وعدد آياتها 30 آية , ونقدم لكم اليوم تفسير ميسر لسورة الفجر. " والفجر " أقسم الله سبحانه بوقت الفجر, " وليال عشر " والليالي العشر الأول من ذي الحجة وما شرفت به, " والشفع والوتر " وبكل شفع وفرد, " والليل إذا يسري " وبالليل إذا يسري بظلامه, " هل في ذلك قسم لذي حجر " أليس في الأقسام المذكورة مقنع لذي عقل؟ " ألم تر كيف فعل ربك بعاد " ألم تر- يا محمد- كيف فعل ربك بقوم عاد, " إرم ذات العماد " قبيلة إرم, ذات القوة والأبنية المرفوعة على الأعمدة, " التي لم يخلق مثلها في البلاد " التي لم تخلق مثلها في البلاد في عظم الأجاد وقوة البأس؟ " وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي " وكيف فعل بثمود قوم صالع الذين قطعوا الصخر بالوادي واتخذوا منه بيوتا؟ " وفرعون ذي الأوتاد " وفرعون ملك " مصر " , صاحب الجنود الذين ثبتوا ملكه, وقووا له أمره؟ " الذين طغوا في البلاد " هؤلاء الذين استبدلوا, وظلموا في بلاد الله, " فأكثروا فيها الفساد " فأكثروا فيها بظلمهم الفساد, " فصب عليهم ربك سوط عذاب " فصب عليهم ربك عذابا شديدا " إن ربك لبالمرصاد " إن ربك- يا محمد- لبالمرصاد لمن يعصيه, يمهله قليلا, ثم يأخذه أخذ عزيز " فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني " فأما الإنسان إذا ما اختبره ربه بالنعمة, وبسط له رزقه, وجعله في أطيب عش, فيظن أن ذلك لكرامته عند ربه, فيقول: ربي أكرمن. " وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني " وأما إذا ما اختبره, فضيق عليه رزقه, فيظن أن ذلك لهوانه على الله, فيقول: ربي أهانن. " كلا بل لا تكرمون اليتيم " ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان, بل الإكرام بطاعة الله, والإهانة بمعصيته, وأنتم لا تكرمون اليتيم, ولا تحسنون معاملته, " ولا تحاضون على طعام المسكين " ولا يحث بعضكم بعضا على إطعام المسكين, " وتأكلون التراث أكلا لما " وتأكلون حقوق الأخرين في الميراث أكلا شديدا, " وتحبون المال حبا جما " وتحبون المال حبا مفرطا. " كلا إذا دكت الأرض دكا دكا " ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم. فإذا زلزلت الأرض وكسر بعضها بعضا, " وجاء ربك والملك صفا صفا " وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه, والملائكة صفوفا صفوفا, " وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى " وجيء في ذلك العظيم العظيم بجهنم, يومئذ يتعظ الكافر ويتوب, ومن أين له الاتعاظ والتوبة, وقد فرط فيهما في الدنيا, وفات أوانهما؟ " يقول يا ليتني قدمت لحياتي " يقول: يا ليتني قدمت في الدنيا من الأعمال ما ينفعني لحياتي في الآخرة. " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد " ففي ذلك اليوم العصيب لا يستطيع أحد ولا يقدر أن يعذب مثل تعذيب الله من عصاه, " ولا يوثق وثاقه أحد " ولا يستطيع أحد أن يوثق مثل وثاق الله, ولا يبلغ أحد مبلغه في ذلك. " يا أيتها النفس المطمئنة " يا أيتها النفس المطمئنة إلى ذكر الله والإيمان به, وبما أعده من النعيم للمؤمنين, " ارجعي إلى ربك راضية مرضية " ارجعي إلى ربك وجواره راضية بإكرام الله لك, والله سبحانه قد رضي عنك, " فادخلي في عبادي " فادخلي في عداد الصالحين من عبادي, " وادخلي جنتي " وادخلي معهم جنتي.