الاعجاب بالاشياء الاعجاب بالاشياء إعجابنا المفرط بالأشياء (خصوصا الأشخاص) ناشئٌ من تخيّلاتنا حولها أكثر من كونه ناشئا من إدراكنا التامِّ لها، للحد الذي قد يُوحي بأن سطوة الإعجاب بالشيء تشبه المارد الخارج من قمقم الجهل به، ولذا تنكسرُ حِدّة الإعجاب مع ازدياد المعرفة بموضوع الإعجاب(*) وانكشافه للوعي أكثر فأكثر، إلى أن تتلاشى ربما، كما لو كانت عقدة سحرٍ خرافية حُلّت بالمعرفة والعلم لا بالمزيد من التعاويذ والنفث .. وهذا يعني أن الغموض يظهر وكأنه علّةُ الافتتان وسببه، طبعا لا بد من وجود جزءٍ واضح وشاخص في موضوع الإعجاب، هو ما استرعى الانتباه وأثار الإعجاب أولَ الأمر، لكن استفحال الإعجاب عائد إلى الجزء الغامض من موضوع الإعجاب. والظن أن تلك المساحة الغامضة من موضوع الإعجاب كانت مجالا فسيحا لتوالد التخيّلات وتكاثرها، وهذه التخيّلات المتكاثرة هي –في الحقيقة- أمنياتُنا ورغباتنا وما نحب ونهوى ونتطلّع إليه، بمعنى أنها فيضُ ذاتٍ انسكب على موضوعٍ في الخارج، كالذي يحدث عندما نُذهل بنصٍّ أدبي، فنمنحه من المعاني والدلالات ما لم تخطر على بال من أبدعه ربما، وقيمتُه في أنه استثار خيالَ القارئ وليس في أنه أعطاه شيئا، وهذا سرُّ فتنته .. يقول رسكن: (حقيقة الخيال غامضة، صعبة التفسير، وينبغي أن يفهم في آثاره فحسب) والمفارقة أن آثاره ذاتية أصلا.. ______