1. ندى

    ندى New Member

    شعب نجس وارض طاهرة
    شعب نجس وارض طاهرة
    ) أطهر أرض وأنجس شعب ( تقال هذه العبارة في
    كثير من الدول العربية والمعني بطبيعة الحال هم
    أبناء الحرمين أو أبناء الصحابة أو أبناء جزيرة العرب
    إن شئتم وأعني كل سعودي. وتطلق على
    السعوديين خصوصا ﻷنهم يعيشون على أرض ضمت
    بين حدودها بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى
    صلوات ربي وسﻼمه عليه وكانت مهبطا للوحي
    ونبراسا للهدى ودين الحق.
    عندما أتناقش مع إخواننا العرب في سفراتي هناك
    أجد الغضب الشديد علينا نحن السعوديون .. والسبب
    يعود إلى أنهم يتوقعون منا أن نكون حماة الدين
    ومناصروه اﻷولون )آمرون بالمعروف ناهون عن
    المنكر ( بدﻻ من تضييع الوقت هناك بالسهرات
    الحمراء وإزعاج الناس بالموسيقى العالية أثناء
    التمشية بالسيارة, فتكون النتيجة الظن السيئ بكل
    سعودي مع اﻷسف .
    قال لي ذات مرة أحد إخواننا العرب أن تعريف
    السعودية عنده هو ) أطهر أرض وأنجس شعب!( ثم
    ذكر لي قصصا متفرقة عن السكر والمجون الذي
    يمارسه الشباب السعوديون هناك , فبادرته بالقول:
    إننا ننظر إليكم أنكم بﻼ أخﻼق ونساؤكم أيضا
    ساقطات! غضب الرجل وحاول كتم غضبه ثم قال:
    لم أتوقع منك هذا الكﻼم يا أخي فأنت كما تراني
    رجل أخاف الله وأهلي ﻻ يخرجون إﻻ وهم
    محتشمون فﻼ تعمم إن رأيت ماﻻ يسرك. فقلت:
    نعم أنت وأهلك كما ذكرت ولكن لو لم يجد شبابنا
    من يعطيهم الحرية في فعل الحرام ما فعلوا, وأنت
    كما قلت ﻻ تعمم فمجتمعنا فيه شباب على أتم ما
    يكون من اﻷخﻼق ولكن عندما تلتقي حثالة مجتمعنا
    حثالة مجتمعكم نخرج بقصص كلها تتحدث عن السكر
    والدعارة وقلة الدين والذوق واﻷخﻼق والنصب
    والسرقة أيضا .. ثم نعمم النظرة على كل المجتمع!
    يا أخي لسنا كما تتوهم نحن أمة تخاف الله وإن
    ظهر فينا الساقط فﻼ تعمم أرجوك. عندها سكت
    قليﻼ وهو يقلب عينيه يمنة ويسرة بتفكير عميق
    ثم قال: صدقت ليس من حقنا أن نتهم كل
    السعوديون وأن نعمم النظرة على الجميع, وانتهى
    الحوار بظهور الحقيقة على الزيف ...
    ولكن دعونا نأخذ الموضوع بصورة أعمق وأشمل
    وأوسع ... في مجتمعنا يظهر الشخص بمظهر
    اﻷخﻼق والفضيلة ثم ما إن يخرج حتى يكون في
    قمة اﻻختﻼف عما هو عليه ..... لماذا؟
    بل لنأخذ اﻵخرين بنفس المنظار .. إنهم يقدمون إلينا
    من بﻼدهم بﻼ هوية دينية وﻻ أخﻼقية ثم ما إن
    يحضروا لهذه البﻼد المباركة حتى يتحولون إلى
    أشخاص مستقيمين متدينين وما إن يعودوا إلى
    بﻼده حتى يعودوا كما كانوا , ولعلنا نعرف قصص
    كثيرة ظهر فيها أناس بهوية هنا غير التي هم عليها
    في بﻼدهم, بل كانت صدمة لنا أن نرى أنهم حلقوا
    اللحى وتبدلت الصﻼة إلى منكرات ....! لماذا؟
    من وجهة نظري أن مجتمعنا نقي في ظاهره وباطنه
    إن شاء الله وهو ما يفرض نمط الحياة الدينية
    المحافظة حتى على من لم يتربى على الحشمة
    والدين , ونحن كذلك نكون على العكس عندما نخرج
    خارج الحدود فﻼ نجد من أنفسنا واﻵخرين إﻻ إتباع
    نمط الحياة هناك الدنيوية البحتة في مجتمعاتهم
    والتي تعتني بأمور أبعد ما تكون عن الدين
    واﻷخﻼق .. إﻻ من رحم الله تعالى ونسأل الله أن
    نكون منهم.
    كلنا يعلم أن اﻷناس الذين يخالطون الطيبين يصبحون
    كذلك والعكس , ومن خﻼل تجربتي القصيرة في
    الحياة فإنني أرى أن للمجتمع سطوته على البشر,
    وفي مجتمعنا ميزة يجب استثمارها وتطويرها بل
    وتعميمها على كل الدول اﻹسﻼمية من خﻼل نقلها
    هناك من قبل السعوديون أينما ذهبوا . حقا إن
    التجربة اﻻجتماعية السعودية تعد أنجح تجربة في
    الوقت المعاصر للمحافظة على الدين واﻷخﻼق
    السامية. فما رأيته في الدول اﻹسﻼمية ﻻ يدل
    على أي مظهر إسﻼمي من شبابهم إذا ما استثنينا
    بعضا ممن يحافظون على الصﻼة والمساجد
    الموجودة هناك وبعضا من الفتيات المحتشمات
    بالعباءة السعودية ولكن بالكاد ترى تلك المظاهر مع
    اﻷسف .
    وما دعاني للكتابة همٌّ أكبر من كل ما ذكرت ...
    بالرغم من كل تلك النجاحات الدينية واﻷخﻼقية في
    مجتمعنا والذي يعين كل على ركوب الخير لمن
    أراد , إﻻ أن هناك شرذمة تحاول هدم كل تلك
    الميزات وبناء جيل همه كهموم من رأيتهم من
    العرب هناك! فهمومهم تتركز حول المظهر اﻷنيق
    وعدد الصاحبات في الجامعة وماذا سيعرض في
    السينما! وفي أي ملهى سيسهرون ! ونوع الشراب
    الذي يفضلون ! وكم ساقطة يواعدون! والبعد التام
    عن الدين واﻻلتفات بشكل كامل تجاه الدنيا حتى أن
    معظمهم ﻻ يصلون والعياذ بالله , لقد تنصلوا من
    الدين وصاروا ) غـربـيـّون ( بدماء عربية! لقد
    حصدت دعوات التغريب اﻷخضر واليابس هناك.
    ليس ذلك وحسب .. بل صار المتحمسون منهم للدين
    تتﻼعب فيهم البدع والشركيات والتكفير فنال
    الشيطان نصيبه من هؤﻻء وهؤﻻء نعوذ بالله أن
    نعيش في هكذا مجتمعات.
    والله لو تكرر هذا اﻷمر عندنا لما رأينا من شبابنا
    من يصلي إﻻ القليل ولذابت القيم واﻷخﻼق ولهدمت
    كل منارات التوحيد والسنة وحلت مكانها البدع
    والشركيات.
    أرسلوا أبناءكم ليتعلموا العلم الشرعي في حلق
    العلم, فالعلم الشرعي حامٍ وساتر لمن تعلم, فكما
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله
    بعبد خيرا فقهه بالدين ." وعلموهم الحق وأمروهم
    أن يتبعوه حتى ﻻ يكونوا لقمة سائغة للشيطان .
    كلنا نعلم عظم فتنة النساء كما قال المصطفى
    صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعدي فتنة أضر
    من النساء على الرجال ," وحقيقة كل رجل مكتمل
    الرجولة يميل للنساء ويحب أن يتنقل بين فتاة
    وأخرى , ولكن حينما يكون هنالك رادع من السلطان
    وعندنا توجد )) هيئة اﻷمر بالمعروف والنهي عن
    المنكر(( والتي تقف بالمرصاد لكل عابث ولذلك
    يجب دعمها .. قال عثمان ابن عفان رضي الله تعالى
    عنه: )يزع الله بالسلطان ماﻻ يزعه بالقرآن .( أي
    أن من ﻻ يخاف الله فإنه أحيانا يردعه السجن أو
    الجلد من قبل الحاكم.
    تعمدت ذكر النساء وفتنتهن على وجه الخصوص
    ﻷنني درست كيفية تحول المجتمعات المحافظة
    والمتدينة إلى مجتمعات تعمها الفوضى اﻷخﻼقية
    والبعد عن الدين والسبب هو انتشار الحرية المطلقة
    للنساء في اللبس والخروج, والمرأة ضعيفة يسهل
    التﻼعب بها وهو ما جعل السباق محموما من
    الشباب في الحصول على أكبر قدر ممكن منهن
    مادام أنهم يرون أن أقرانهم يتﻼعبون بهن كما
    يشاؤون. ولﻸسف أن هناك من تحولن إلى متمردات
    فوق كل مستويات التمرد .. فيشترطن عليهم شرب
    الدخان والخمور وتعاطي المخدرات والحشيش قبل
    فعل الفاحشة فيهن ) نوع من اﻻنتقام ( وهو ما أدى
    إلى ضياع شباب المجتمع بكامله فﻼ رادع ديني وﻻ
    رادع من السلطان ! وأمة سوادها اﻷعظم همه
    اﻷول واﻷخير اللهث وراء الدنيا ومكتسباتها حتى لو
    كان المهر هو الدين واﻷخﻼق وفوات اﻵخرة !!
    وسبحان من قال: "وتحبون العاجلة ."
    إننا في مجتمع يفرض الحشمة والدين حتى على
    من ﻻ يطيق ذلك , وهناك مجتمعات قد تفتن من ﻻ
    يريد الفتنة فيصبح ممن يشيع الفساد في اﻷرض..
    فاحفظوا مجتمعكم من أجلكم ومن أجل أبنائكم
    وقبلها من أجل آخرتكم
     
  2. جاري تحميل الصفحة...


الوسوم: