1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    زوج بعد ما لف العالم كله لوحده من دوله الي دوله*
    وركب الطائرات حتى صارت عنده مثل سياره بالنسبة له*
    ولا في حياته فكر ان يأخذ زوجته وابنه معه*

    فإن ساره زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة*

    وبعد..عشرين سنة*
    وكان اول رحله لها بالطائره*


    ومع من*
    مع*
    أخيها البسيط*


    الذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع*

    واخذها في سيا ارته البسيطه ووصلها الي المطارإ..*
    وتمنت ان .. تركب الطيارة التي يركبها دائماً زوجهاويسافر لوحده ولا عمرها شافت الطائره الي بالتلفزيون والسماء*

    *

    وقطع لها اخاها تذ كرة ومعها ابنها محرماً لها*
    ولما وصلت اللي الدمام*
    وعند وصولها لم تنم ساره .. بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد*

    ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجباتها*

    وكيف طارت في الفضاء ..*

    طاااااارت!*

    تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر ..*

    مدهش!*

    فرحانه*

    وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة*

    حتى ابتدأت في وصف الدمام والرحلة إلى الدمام من بدئها لختامها*

    والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام*

    في رحلة الذهاب أما رحلةالعوده فكانت في الطائرة*

    لطائرة التي لن تنساها إلى الأبد واستقعدت على ركبتيها*

    كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها*

    وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة*

    رأت من شوارع ومن محلات ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم*

    وكيف أن البحر يرغي ويزبد .......... كأنه جمل هائج*

    وكيف أنها وضعت يديها هاتين ..*

    هاتين في ماء البحر*

    وذاقته طعم البحر فإذا به مالح .. مالح ..*

    وكيف أن البحر في النهار أزرق وفي الليل أسود*

    ورأيت السمك يا خالد*

    نعم رأيته بعيني يقترب من الشاطئ*

    وصاد لي أخي سمكة*

    ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية ..*

    كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها ..*

    ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر*

    رأيت الأطفال يبنون !!*

    ـ يووووه نسيت يا خالد صح*

    ونهضت بسرعه فأحضرت حقيبتها ونثرتها*

    وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا*

    وقالت هذه هديتي إليك وأحضرت لك يا خالد*

    " اخذيه** تستخدمها للحمام.*

    وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة ..*

    لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها*

    فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية ..*

    وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ولم يأخذها معه مرة*

    لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر*

    ولماذا يأخذها معه ونسى ..*

    نسي أنها إنسانة ..*

    إنسانة أولاً وأخيراً ..*

    وإنسانيتها الآن تشرق أمامه ... وتتغلغل في قلبه*

    وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فما أكبر الفرق !!!*

    بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد*

    وبين الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة*

    إن " الحذااء ** الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها*

    فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر*

    وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة*

    التي تغسل ثيابه ... تعد له أطباقه ...أنجبت له أولاده ....شاركته حياته*

    سهرت عليه في مرضه*

    كأنما ترى الدنيا أول مرة ولم يخطر لها يوماً أن تقول له*

    اصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافر*

    لأنهاالمسكينة تراه فوق .. بتعليمه وثقافته*

    وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولاقلب ..*

    أحس بالألم وبالذنب ..*

    وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً*

    ليس فيها يوم يختلف عن يوم ..*

    فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته*

    ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين .... قال لها :*

    أحبك ..*

    قالها من قلبه ..*

    وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة*

    وتوقفت شفتاها عن الثرثرة*

    وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة*

    وألذ .....!!!!*
     
  2. جاري تحميل الصفحة...