1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كالعادة ديما مشرقين ومنورين معانا فى منتدى حكاية حياة
    انا النهاردة جيبتلكم موضوع مميز ومهم جدا لازم تقروه لحد الاخر وتهتموا بيه جدا يلا نشوف مع بعض هو ايه الموضوع ده



    [​IMG]


    بسم الله الرحمن الرحيم

    <<< ما شاء الله >>>

    أريدكم أن تقولها في البدء وفي المنتصف وفي الختام .

    ***


    منذ أن مرّت عشر سنوات على زواجي من ( أم البركات ) حفظها الله ( وأم البركات : اسم وافق مسمّاه ، ولفظ طابقَ معناه ؛ فهي مباركة في كل شيء جزاها الله خيراً ) .
    أقول :
    منذ أن مرّت عشر سنوات على زواجي منها بدأت فكرة الزواج بأخرى تتسرب إلى مخيلتي تسرّب الماء الصافي بين الحشائش ، واعترافاً بالحقّ أؤكد على أنّ أم البركات زوجة كاملة والكمال لوجه الله الكريم ...
    وما كادت تمر سنوات قليلة حتى بدأت الهواجس تنقل نزولاً من الرأس إلى اللسان ، وعبر الشهور صار اللسان يهرف بالحديث حتى أسمع من به صمم ، وسمعته أم البركات حفظها الله ، ولكنها صارت تقاوم ، لكنها مقاومة الظبي يلحقها الأسد للافتـراس ...
    واعترافاً بالحق فإني كنت حريصاً على أن يحظى قراري بمباركتها ؛ فهي أم البركات ، وكنت مدركاً أنها يمكن أن تقتنع ؛ لا سيما أن من أزواج أخواتها معددين ، بل بعض أخواتها كانت هي الثالثة ، ولكنني كنت طمّاعاً جداً ؛ فلم يكن يكفيني أن توافق ، بل أن تبقى بعد الزواج الثاني كما هي قبله ، ولذلك اتبعت الخطوات التالية :
    أولاً : ظللت أزنُّ عليها بأنني سوف أتزوّج حتى ملّتْ من كثرة كلامي ، فقالت لي : عجّل تزوّج وأرحنا من هذه الأسطوانة .
    طبعاً قالت هذا بعد أن بذلت جهوداً لمحاولة التأثير على مشروعي بالمنع ؛ فطلبت من أبيها _ رحمه الله _ وهو غالٍ عليّ جداً أن ينصحني بعدم الزواج ، لكنه رحمه الله قال لي وهي تسمع بأنه يشجعني على ذلك .
    ومن أطرف ما فعلته أنّ أمي _ رحمها الله _ حدثت لها أزمة صحيّة ، وبدا لنا أنها ستموت ، فطلبت منها أم البركات أن ( تحرّجني ) بأن لا أتــزوّج ، وكانت أم البركات تعرف أنني لا أعصي لأميّ رحمها الله أمراً ، ولكنّ أمي رحمها الله فاجأتها مع أنها تحبها كثيراً بقولها : لا والله يا ابنتي ما أمنعه من شيء أباحه الشرع له !!!
    فسقطَ في أيديها ، وتكسّرتْ أسلحتها ، فأدركت أنها استسلمت .

    ثانياً : انتقلت من مرحلة الزَنِّ بالعرس إلى التــركيز على ما بعد العرس ، فصرتُ أرددُ أنّ أجمل ما في المرأة السعوديّة أنها عندما يتـزوّج زوجها بأخرى تـزعل وتذهب لأهلها عدّة أشهر ، فيتمتع زوجها بالجديدة أشهراً ، ثم تبحث الزوجة الأولى عن واسطات لها عند زوجها لتعود إلى بيته ، فتكون كأنها قد تبرعت للزوجة الجديدة بعام كامل تسعد به مع زوجها ، ثم تعود ذليلة منكسرة قابلة بالأمر الواقع شاعرة بأنها هي التي أخطأت ، وليس زوجها ...
    وهكذا ظللت أردد هذه الأسطوانة حتى صرّحت لي أم البركات بأنها لن تترك لها ليلة واحدة ، بل ستبقى شوكة في حلقي ( هكذا كانت عبارتها الأولى ) ، لكنها بعد ذلك صارت تقول : عسى ما يفرّق بيننا إلا الزواج من ثانية ؛ فهذا أهون من الموت !!!

    ثالثاً : صرت أبحث عن زوجة ولساني مفلوت ، أتحدث بأنني خطبت فلانة ، ولكن ما وافقوا ... خطبت فلانة وما وافقت ... إلخ < طبعاً أخبرها بعد أن يفشل الأمر ، فتفرح > ، ولما كثر عليها الأمر أدركت أنني عازم على الأمر ، وأنه إن لم يحصل ذلك اليوم سيحصل غداً ، لذلك طلبت مني الاتفاق معها على أمور لتكون راضية ، والأمور هي :
    1) العدل .
    2) أن تعلم هي مني مباشرة ، وأن تكون هي أول من يعلم بزواجي في حال كتبه الله .
    3) أن لا أتحدث بأن سبب زواجي هو عيب فيها هي .
    4) أن لا أمدح الزواج من أخرى عند الرجال .
    وأكدتْ أنني إذا التــزمت بهذه الشروط فسوف تكون راضية ، بل ستكون مؤيّدة لزواجي .
    واليوم بعد عشر سنوات من زواجي الثاني أقول :
    لقد التــزمت بحمد الله بهذه الشروط ، وكانت هي جزاها الله خيراً عند كلمتها .
    ولذلك حتى موضوعي هذا لن أزيّن لأحد التعدد ، ولن أشجّع عليه وفاءً لشرطي مع أم البركات حفظها الله ...


    الخطبة والزواج :

    بعد محاولات شرّقتْ وغرّبتْ لم يكتب لها الله القبول ، ولأني أستاذ في الجامعة ، وألقي محاضرات على طالبات الجامعة فقد كتب الله أن يكون نصيبي في إحدى طالباتي مع أنه ليس لدينا اختلاط بالطالبات < وهذه نصيحة للنساء اللاتي يؤيدن الاختلاط بأن يحذرن من هذا التأييد ، فأكثر أساتذة الجامعات تزوجوا ثانيات من طالباتهم قبل الاختلاط ، فكيف لو حصل الاختلاط > .
    وبالمناسبة أقول من خلال خبرة كافية :
    إن بنات الجامعة يسلب قلوبهن اجتماع ثلاثة أشياء : المنصب ، والمال ، والجمال .
    فمن اجتمعت لديه هذه الثلاثة فليبشر بالخير ...
    على كل حال :
    أخبرت أم البركات بأنني خطبت طالبتي فلانة ، وأخبرتها أنني حسب الشروط بيننا لم أخبر أحداً قبلها ، وأنني سوف أذهب يوم السبت للرؤية الشرعيّة !!!
    تغيّرَ وجهُ أم البركات ، لكنها قالت : عسى الله يوفقك ...
    طبعاً بعد أن أبلغتها خرجت من عندها ؛ لئلا تــنــزل عليَّ رحمة بها ، فتحدث لي اضطراباً في القرار ، وهكذا يجب أن يكون التصرّف الحكيم .
    بعد الرؤية الشرعيّة انتهى كل شيء على ما يرام والحمد لله ، ولكنني قررت أن أسرع بحسم الأمور ؛ خشية من المفاجآت ، فطلبت أن يكون الزواج بأسرع وقت ممكن ، فوافقوا ، وجاهدت نفسي لتجهيز الشقة للزوجة الجديدة ، وقد واجهت مشكلة كبرى تمثلت في أن قريباتي رفضن مساعدتي في تجهيز الشقة مراعاة لخاطر زوجتي الأولى ، وأنا غير خبير بشؤون البيوت ؛ لأني لا أدخل المطبخ ألبتة !!!
    المهم : اشتريت الأشياء الأساسية ، وتركت الأشياء التي لا أعرفها للزوجة الجديدة .
    وفي ليلة الزواج أصرّتْ أم البركات جزاها الله خيراً < قولوا : ما شاء الله > على أن يكون تجهزي وانطلاقي مع ضيوفي من بيتها ( الله يكثر من أمثالها ) ، فوافقت لإصرارها ، وكانت أمّي وأمّها _ رحمهما الله _ عندها في البيت حيث جئن من مدينتهما ليس لحضور زواجي ، بل ليكونا قريبتين من أم البركات ...
    ذهبت ومعي أبنائي وإخواني وأقاربي وأصدقائي بعد أن تناولنا القهوة والشاي التي صنعتها أم البركات جزاها الله خيراً إلى قاعة الزواج ، وكنت اتفقت مع أبيها على عدم تكثير المدعويين .... المهم تزوجت ...
    مما علمته بعد سنتين من زواجي أنّ أم البركات في آخر تلك الليلة ذهبوا بها للمستشفى بسبب ارتفاع الضغط ، ولكنهم أخفوا ذلك عني سنتين . أسأل الله أن يحفظها ، وأن يمتعها بالصحة والعافية .
    تقديراً لأم البركات ومواقفها الشهمة لم أسافر بعد الزواج مع زوجتي الجديدة ( أم الخيرات ) ، بل بقيت في الرياض ، وبعد عصر اليوم التالي حضرت أم البركات وأمها وأمي رحمهما الله إلى شقة العروس ، وقدمن لها التهاني والتبريكات ...


    بعد الزواج :

    بعد أن يتــزوج الرجل الزوجة الثانية تنهال عليه النصائح من كل حدب وصوب ، وهذا ما حصل لي ؛ فقد تلقيات من النصائح ما أستطيع معه بتوفيق الله أن أدير دولة كاملة ، وليس زوجتين ، وكان من أكثر النصائح لي فائدة ونفعاً ما يلي :
    النصيحة الأولى : كن كريماً بالمال ؛ لأنّ ( سخاء الجيوب سترٌ لكلّ العيوب ) .
    النصيحة الثانية : لا تهن نفسك بطلب مساعدة من الزوجة حتى لو ركبتك الديون .
    النصيحة الثالثة : لا تجعل الزوجتين في بيت واحد ، ولا في بيتين قريبين من بعض ، ولكن لا تجعل البيتين بعيدين عن بعض ، فيسبب لك مشقة .
    النصيحة الرابعة : لا تتحدث عن بيتك الأول في بيتك الثاني ، وكذلك العكس ، ولا تسمح لأيّ امرأة أن تسألك عن الأخرى ، ولا أن تتحدث عنها بسوء .
    النصيحة الخامسة : لا تحرص على أن تتـزاور المرأتان ، ولكن يجب أن يتــزاور أولادك .
    النصيحة السادسة : احذر أن تذكر اسم واحدة وأنت تريد الأخرى < هذه أم المصائب > ( حللت هذه المعضلة بأن صرت أنادي الجميع بــ" يا حاجّة " ) .
    النصيحة السابعة : يجب أن تكون لك ملابس عند كل واحدة ؛ فإذا فصّلت ثياباً فاجعلها قسمين .
    النصيحة الثامنة ( وهي أم النصائح ) : يجب أن تستعمل سلاح التطنيش ؛ فــ( زي التطنيش ما فيش ) ، و( من لم يصبر على كلمة سمع كلمات ) .
    ***
    كانت هذه النصائح الثمان ن بل الجواهر الثمان هي زادي وعدتي وعتادي في مسيرة التعدد ، وأجزم بأنني نجحت بتوفيق الله تعالى .
    فمن حيث الإنفاق أحوّل في نهاية الشهر النفقة في حساب كل واحدة ، وهو مبلغ يفوق المصروفات ، وليس لي علاقة بشراء أيّ شيء من احتياجات البيت ، وأسدد كل الفواتير ( كهرباء + ماء + هواتف ) عبر الإنترنت ، وقد وفرت لكل بيت سيارة وسائقاً وخادمة .
    ولم يسبق لي بحمد الله أن طلبت من أي واحدة منهن أيّ مساعدة ، بل لا أرضى أن تصرف أيّ مبلغ على بيتي ، على الرغم من أنهن ميسورات والحمد لله .
    الزوجتان لا يريان بعضهما إلا في المناسبات ، أما الأولاد فهم يتــزاورون والحمد لله .

    ***

    طرائف :

    قاعدة ( زي التطنيش ما فيش ) ، و( من لم يصبر على كلمة سمع كلمات ) قاعدة ذهبيّة ، فعلى الرغم من أنني لا أسمح لواحدة بأن تتكلم عن الأخرى ، فقد حصلت طرائف قليلة :
    # حينما تلد ( أم الخيرات ) تزورها ( أم البركات ) في المستشفى ، وفي إحدى المرات قالت لي أم البركات : لماذا هي تلد في مستشفى خاص وأنا كنت ألد في مستشفى حكومي ؟!!!

    هل تدرون : ماذا كان جوابي ؟

    لم يكن جواباً قولياً ، بل كان جواباً عملياً ، وهو أنني صرت لا أبلغها بمولودنا الجديد حتى تخرج أم الخيرات من المستشفى !!! ( أم البركات توقفت قبل زواجي عن الولادة بسبب صحي ) .

    # كانت أم البركات تصلي القيام في شهر رمضان بمسجد ، وأنا أصلي في مسجد آخر ، وكنت آخذ معي أم الخيرات ، وبما أنني لم أكن أتحدث عن واحدة أمام الأخرى ، فوجئت بعد أن طلعنا من صلاة القيام وركبت سيارتي أنا وأم الخيرات ، وبينما نحن في السيارة رأيت امرأة تنظر إليّ كأنها أم البركات ، فصرت أنظر إليها حتى مرّت بجواري ، فرفعت يدها بالتحية ، وسارت إلى سيارتها ، وكانت المفاجأة أنها أم البركات ، وكانت الليلة لها ، وليست لأم الخيرات ، وكل الذي كان مني أنني ذهبت إلى أم الخيرات ووقفت عند بابها ، فخرجت وركبت معي ، وبعد الصلاة أعدتها إلى بيتها ، والحق أنني طوال رمضان آخذها لنصلي في مسجد واحد .
    المهم : أوصلت أم الخيرات إلى بيتها ، ورجعت إلى بيت أم البركات ، فلما دخلت وجدتها قد وضعت السحور ، وكانت وحدها ، فجلست أرى إحدى القنوات الإسلاميّة ، فقالت بغضب : لا تنظر إلى قناة كذا ، بل اعدل !!!
    أدركت أنها رأت أم الخيرات معي ، فاشتعلت في قلبها الغيرة !!!
    تذكرت أم النصائح النصيحة الذهبيّة الثامة ( زي التطنيش ما فيش ) ، فطنشتُ ، فلما جلسنا مع الأولاد على السحور قالت : ( كل واحد يغرف له بصحنه ) ، وكان من عادتها أن تغرف لي ، فعرفت أن هذا من نتائج الزعل ، فقلت في نفسي :
    الأمر سهل يا أبا البركات تواضعْ واغرف لك سحورك !!!

    وسكت ، ولم أنبس ببنت شفة .
    وفي اليوم التالي عند الفطور أردت أن أغرف بصحني فطوري ، ولكنها قالت :
    أنا أغرف لك !!!
    إذن هي قد رضيتْ والحمد لله .


    خاتمة :
    لا ينجح في التعدد إلا الماهر في الإدارة .


     
  2. جاري تحميل الصفحة...