رحل بي دون أن يكون له روح.. حملني بين كفيه بدفء وحنو.. قبل قدماي فأدفئها من بردِ الشتاء.. سرقني من عالم الوجود إلى ألا وجود.. أصمَ أذني عن كل صوتٍ الا صوته.. فأصبحتُ هائمةً به لا أبصر سواه! وهل يبصر العشق غير ذاك المحبوب! وهل تصغي الأذن لغيرِ حديثه إن بدأ يطرب أذنيها بحديث الحب المعسول! وأمواجهِ المعانقة للأفق.. تعانق خيوط الغروب.. آآآآآآآآآه يالهذا السحر.. وأي سحرٍ سحرني به؟ رقصاتهِ المتناغمه ورحيله عبر تلك الأعماق.. سحرني بلون عيناه الضاربة إلى الزرقة وبهواء أنفاسهِ المتسلل لروحي الشفافة .. سحرني وأستشف كل الألم الذي بداخلي شاركني.. كل لحظاتي وأنا اتحدث إليه وقليلٌ من يجيدون التحدث إلى الطبيعة لغة أجدتها منذ نعومة أظافري.. أتحدث إليه ويسمعني يصغي إلي بكل روعته وهدوئة.. رميتُ في قاعه بكل حمولاتي وحمل كل همومي وجروحي بـــــ أناةٍ وروعة وأبتلعها بقاعه العميق وهو يبتسم لي.. رسمتُ على ضفافه أمالي واحلامي ألقيتها ليحملني ويحملها معي إلى دنيا الطهر والنقاء.. حلق بي ويها عالياً وأنا أتراقص فرحاً على صوت قيثارته.. نشوةً.. وسروراً.. فمن غيري وغيره نترجم لغة الحديث الصامت؟ من غيري يجيد ترجمة حديثة العذب الرائع..؟ راقصني موجة فأشعرني أني أميرةً.. تعانق حمرة غروبه الفاتن.. قبلني قبلةً شعرت بها أني أنثى لا تعرف غير الحب والأمل المنثور.. حضنني بكل قوته فتلاقت نبضاتي ونبضاته لأغوص معه في عناق ِ العاشق المتيم.. تلاقت نظراتنا.. لتحكي اسطورة حبنا القديم.. ولقائتنا النادرة المحملةََبكل شوق.. أغرقني فيك أكثر أيها الموج الحالم.. خذني معك وأحملني على مدك الهائل أرحل بي هناك إلى الأفق دعني أغني اغنية الأمل القادم والفجر القريب.. هائمةً انا في حبك كالغريق.. صوتك الهادر يشجي قلبي كالطفل الوليد.. ورائحتك المنبعثة كعبق العود بل هي أحب لقبي من كل العطور.. خذني يابحر بعيداً الى هناك الى شطآنك.. إلى جزرٍ بدون عنوان.. أريد أن أحيا بعيداً عن كل إنسان.. لحنٌ حالمٌ هي أنا.. يعزف بكل الأزمان.. أغنية الحب القادم .. وعلى مدك رأيتُ فارسي المنتظر قادماً من الخيال.. على قاربه يمخر عبر تلك الأمواج ربان هو لم يوجد سوى بقصصي وخيالاتي .. قدم من بين أحلامي.. مادا يده الي بكل عشق وجنون.. وكأن بلساني يردد ((صدفة أهدت الوجود الينا وأتاحت لقاءً فألتقينا ياحبيبا طال فيه سهادي وغريبا مسافرأ بفؤادي)) (اقتباس لخالد الفيصل) تتناثرُ أدمعي لسعادة صدفة اللقاء وما إن غمر قلبي نشوةَ وجوده حتى لوحَ بيده أن قد آن ياحلم عمري الوداع.. خانتني عبراتُ الفراق وشعرتُ بكفيه تحتضني كفي .. وعيناه تنطق هامسةً أنتظريني سوف أأتي حيثما أنتِ يكون قلبي.. في كلِ كلمةِ حبِ هي أنتِ.. حيث أنتِ عنواني .. في دقة قلبٍ.. في لحظة فكرٍ في كل زهرٍ ووردٍ وفلٍ هي أنتِ سوف أأتى حيثما كنتِ يكونُ قلبي كيف أتوه عنك بعد كل ماقلتث أميرةُ قلبي؟!.. ثم انسل هناك وتلاشى بين تلك الأمواج.. ومازال حديثه الفتان نديا بقلبي.. هنا ياكل عمري سأنتظرك كل مساءٍ أنا ووردوي وشالي الوردي سألقيه لك وهمسةٌ من ريح عطري.. والموج هو من يحمل رسائلنا كل لحظة من عمري ياحلم عمري.. وهنا لوحتُ بيدي لذلك الموج وأثري مازال ندياً ينشدُ أنشودة العودة للقاءٍ قريب حتى وإن كان محملاً بعبقِ الإنتظار