1. حبايب

    حبايب New Member

    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي]عصافير الغوطة تموت نائمة – محمد الفاضل[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] [/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] هناك فوق تخوم رابية ساحرة ومروج خضراء ، بين سفوح قاسيون ، وسط غابات الزيتون وأشجار السنديان العملاقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، وأشجارالجوز ، حيث تتعانق وتتهامس أغصان الحور الباسقة والصفصاف ، عناق الأحبة وتغتسل أقدام الأشجار بمياه بردى المحبة لتبوح له بأسرارها في حوار عذب ولغة منشاة ، لتحكي قصص العشق والأرض في عاصمة الحب والياسمين . رائحة الليمون والفل والأقحوان تنشر شذاها في أرجاء المكان .[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] في تلك القرية الوادعة التي تغتسل بالعطر والطهر , وتغفو على رائحة البنفسج والختمية وشجر الاَس ، الخارجة من حكايات ألف ليلة وليلة ، حيث ينتشر العطر ويتسرب عبر حواري وزواريب الشام العتيقة , وتصحو على شدو الحساسين والشحارير. جلست شام وقد علا وجهها مسحة حزن ، تتفرس ملياً في وجوه أطفالها الأربعة وكأنها تراهم لأول مرة ، وقد تزاحمت الأسئلة في رأسها المتعب .[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] " لن أرجع خالية الوفاض" ، كانت تحدث نفسها .[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] " انهم يتضورون جوعاً ولابد أن أفلح هذه المرة "[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] حاولت أن تهدئ من روعهم وتبث الطمأنينة في نفوسهم الطاهرة ، عيونهم كانت تلمع ببريق غريب ، اخترقت سهامه قلبها المترع بالأحزان ، فبدأ يسري في كامل جسدها المتهالك. أشاحت بوجهها بعيداً عنهم مخافة أن يرى فلذات كبدها حبات اللؤلؤ وهي تتساقط فوق شرفات وجنتيها الشاحبة ، وهي تبتلع الغصات لتبدو متماسكة.[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] اندس الأطفال في فراشهم وبدأت الأم تقص عليهم حكايات الشاطر حسن ، وماهي إلا هنيهة حتى غلبهم النعاس وبدأوا يغطون في سبات عميق مثل حكاية الأميرة النائمة . كم كانت تلك الحكايات أثيرة على نفوسهم . بدت أضواء القرية كالنجوم وهي تتراقص من بعيد ، في مشهد تخشع له القلوب. [/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] ألقت عليهم نظرة وداع وهي تحث الخطى لتبدأ مشوارها اليومي في البحث عن الطعام ، تحاملت على نفسها برغم أوجاعها المزمنة . وفي طريق عودتها بدأ القلق يساورها و يتسرب إلى نفسها رويداً رويداً ، حتى بدت مثل طيور السمان وهي تبحث عن فراخها الصغار . طيور السمان تشكل هدفاً للصيادين حيث تلاحق أسرابها ومع ذلك تبقى وفيرة العدد.[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] بدأت القرية تلوح من بعيد وهي تمشي بخطوات متسارعة على غير عادتها ، ساد السكون المكان وبدأت نبضات قلبها تتسارع .[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] ياإلهي مشهد رهيب ! مئات الأطفال والنساء نيام مثل حكايات الأميرة النائمة ، يغطون في سبات أبدي ، أصيبت بالذهول من هول الكارثة ! حاولت أن توقظ أولادها ولكن دون جدوى .[/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] [/size][/font]
    [font=مدرس جامعي][size=مدرس جامعي] عصافير الغوطة تموت نائمة – محمد الفاضل[/size][/font]​
     
  2. جاري تحميل الصفحة...