1. حبايب

    حبايب New Member



    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه.


    أمر عظيم غفل عنه كثير من المعلمين والمربين ، ألا وهو تأسيس وغرس مبدأ إخلاص العلم والعمل لله . وهو أمر لا يفطن له لبعد فئام من الناس عن المنهج الرباني .
    ولعمر الله كم من علوم مفيدة وأعمال جليلة للأمة ، لم يستفد أصحابها منها شيئاً وذهبت أدراج الرياح وكانت هباءً منثوراً . وذلك لأن أصحابها لم يخلصوا في علومهم وأعمالهم ، ولم يجعلوها في سبيل الله ، ولم يكن همهم نفع إخوانهم المسلمين بهذه العلوم والمعارف والأعمال ، إنما كانت أغراضهم نيل منصب أو جاه ونحو ذلك ، ولذلك استحقت أن تكون هباءً منثوراً ، أي نعم قد ينتفع أولئك بعلومهم ومعارفهم في الدنيا ، من مدح وثناء ونحو ذلك ولكن ذلك عاقبته إلى زوال ولعل الحديث الذي رواه أبو هريرة يجسد ذلك المعنى :

    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم .. « ورجل تعلم العلم ، وقرأ القرآن ، فأتي به ، فعرفه نعمه ، فعرفها فقال : ما عملت فيها ، قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم ، وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار » .. الحديث .
    ولذا كان حري بالمربين والمعلمين أن يغرسوا في نفوس ناشئتهم إخلاص العلم والعمل لله ، وابتغاء الأجر والثواب من الله ، ثم إن حصل بعد ذلك مدح وثناء من الناس فذلك فضل من الله ونعمة والحمد لله . قال ابن رجب : فأما إذا عمل العمل لله خالصاً ، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ، ففرح بفضل الله ورحمته ، واستبشر بذلك ، لم يضره ذلك .
    وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه « سئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير يحمده الناس عليه فقال : تلك عاجل بشرى المؤمن » أخرجه مسلم . أهـ . ومدار ذلك كله على النية ، والنية محلها الصدور والله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية { قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } سورة آل عمران الآية : 29 فمن كانت نيته لله خالصة فليبشر بقبول عمله ، وأجر من الله ومثوبة .

    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول « إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه » متفق عليه

    الخلاصة :
    (1) المعلم أن يغرس في نفوس طلابه حقيقة الإخلاص .
    (2) وعلى المعلم استصحاب تلك الحقيقة في بدايات الأعمال ، والتذكير بها دائماً .

    فعسى الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن ينفعنا وينفع المسلمين به والله الموفق ، ولا حول لنا ولا قوة إلا به وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
    والحمد لله رب العالمين .
     
    آخر تعديل بواسطة المشرف: ‏28 أكتوبر 2013
  2. جاري تحميل الصفحة...