1. حياه الروح

    حياه الروح New Member

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا

    محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:


    ترك الصلاة

    قال الله تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ

    فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ

    الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60)سورة مريم





    قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن

    أخروها عن أوقاتها

    وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله هو أن لا يصلي الظهر حتى

    يأتي العصر ولا يصلي العصر إلى المغرب ولا يصلي المغرب الى العشاء

    ولا يصلي العشاء الى الفجر ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس فمن مات

    وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي وهو واد في جهنم بعيد

    قعره خبيث طعمه



    وقال الله تعالى في آية أخرى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ

    سَاهُونَ (5) سورة الماعون ساهون أي غافلون عنها متهاونون بها


    وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سألت رسول الله عن الذين هم عن

    صلاتهم ساهون قال هو تأخير الوقت أي تأخير الصلاة عن وقتها سماهم

    مصلين لكنهم لما تهاونوا وأخروها عن وقتها وعدهم بويل وهو شدة

    العذاب وقيل هو واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة

    حره وهو مسكن من يتهاون بالصلاة ويؤخرها عن وقتها إلا أن يتوب إلى

    الله تعالى ويندم على ما فرط



    وقال الله تعالى في آية أخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ

    وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9)سورة

    المنافقون


    قال المفسرون المراد بذكر الله في هذه الآية الصلوات الخمس فمن اشتغل

    بماله في بيعه وشرائه ومعيشته وضيعته وأولاده عن الصلاة في وقتها

    كان من الخاسرين وهكذا قال النبي أول ما يحاسب به العبد يوم

    القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب

    وخسر





    وقال الله تعالى مخبرا عن أصحاب الجحيم (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا

    لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ

    الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)

    فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) سورة المدثر














    وقال النبي العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال

    قال النبي بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة حديثان صحيحان وفي صحيح

    البخاري أن رسول الله قال من فاتته صلاة العصر حبط عمله وفي السنن أن

    رسول الله قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله وقال أمرت

    أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا

    الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم

    على الله متفق عليه وقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة

    يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة

    يوم القيامة وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف

    وقال عمر رضي الله عنه أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة قال


    بعض العلماء رحمهم الله وإنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأنه

    إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته فإن

    اشتغل بماله حشر مع قارون وإن اشتغل بملكه حشر مع فرعون وإن اشتغل

    بوزارته حشر مع هامان وإن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر

    الكفار بمكة وروى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول

    الله قال من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله عز وجل وروى

    البيهقي بإسناده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاء رجل إلى

    رسول الله فقال يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى في الإسلام قال

    الصلاة لوقتها ومن ترك الصلاة فلا دين له والصلاة عماد الدين ولما طعن

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له الصلاة يا أمير المؤمنين قال نعم

    أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة وصلى رضي الله عنه وجرحه يثعب

    دما وقال عبدالله بن شقيق التابعي رضي الله عنه كان أصحاب رسول الله لا

    يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة وسئل علي رضي الله عنه عن

    امرأة لا تصلي فقال من لم يصل فهو كافر وقال ابن مسعود رضي الله عنه

    من لم يصل فلا دين له وقال ابن عباس رضي الله عنهما من ترك صلاة واحدة

    متعمدا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان وقال رسول الله من لقي الله وهو

    مضيع للصلاة لم يعبأ الله بشيء من حسناته أي ما يفعل وما يصنع

    بحسناته إذا كان مضيعا للصلاة وقال ابن حزم لا ذنب بعد الشرك أعظم من

    تأخير الصلاة عن وقتها وقتل مؤمن بغير حق وقال إبراهيم النخعي من

    ترك الصلاة فقد كفر وقال أيوب السختياني مثل ذلك وقال عون بن عبدالله

    إن العبد إذا أدخل قبره سئل عن الصلاة أول شيء يسأل عنه فإن جازت

    له نظر فيما دون ذلك من عمله وإن لم تجز له لم ينظر في شيء من

    عمله بعد وقال إذا صلى العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلى السماء

    ولها نور حتى تنتهي إلى العرش فتستغفر لصاحبها إلى يوم القيامة

    وتقول حفظك الله كما حفظتني وإذا صلى العبد الصلاة في غير وقتها صعدت

    إلى السماء وعليها ظلمة فإذا انتهت إلى السماء تلف كما يلف الثوب


    الخلق ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني وروى أبو

    داود في سننه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال

    رسول الله ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاتهم من تقدم قوما وهم له كارهون

    ومن استعبد محررا ورجل أتى الصلاة دبارا والدبار أن يأتيها بعد أن

    تفوته وجاء عنه أنه قال من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا

    عظيما من أبواب الكبائر فنسأل الله التوفيق والإعانة إنه جواد كريم

    وأرحم الراحمين فصل متى يؤمر الصبي بالصلاة روى أبو داود في السنن

    أن رسول الله قال مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر

    سنين فاضربوه عليها وفي رواية مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع

    واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع قال الإمام

    أبو سليمان الخطابي رحمه الله هذا الحديث يدل على إغلاظ العقوبة له

    إذا بلغ تاركا لها وكان بعض أصحاب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى

    يحتج به في وجوب قتله إذا تركها متعمدا بعد البلوغ ويقول إذا

    استحق الضرب وهو غير بالغ فيدل على أنه يستحق بعد البلوغ من

    العقوبة ما هو أبلغ من الضرب وليس بعد الضرب شيء أشد من القتل وقد

    اختلف العلماء رحمهم الله في حكم تارك الصلاة فقال مالك والشافعي

    وأحمد رحمهم الله تارك الصلاة يقتل ضربا بالسيف في رقبته ثم اختلفوا

    في كفره إذا تركها من غير عذر حتى يخرج وقتها فقال إبراهيم النخعي

    وأيوب السختياني وعبدالله بن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه

    هو كافر واستدلوا بقول النبي العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن

    تركها فقد كفر وبقوله بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة فصل وقد ورد

    في الحديث إن من حافظ على الصلوات المكتوبة أكرمه الله تعالى بخمس

    كرامات يرفع عنه ضيق العيش وعذاب القبر ويعطيه كتابه بيمينه ويمر

    على الصراط كالبرق الخاطف ويدخل الجنة بغير حساب ومن تهاون بها

    عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة خمس في الدنيا وثلاث عند الموت وثلاث في

    القبر وثلاث عند خروجه من القبر فأما اللاتي في الدنيا فالأولى ينزع

    البركة من عمره والثانية يمحي سيماء الصالحين من وجهه والثالثة كل

    عمل يعمله لا يأجره الله عليه والرابعة لا يرفع له دعاء إلى السماء

    والخامسة ليس له حظ في دعاء الصالحين وأما اللاتي تصيبه عند الموت

    فإنه يموت ذليلا والثانية يموت جائعا والثالثة يموت عطشانا ولو سقي

    بحار الدنيا ما روي من عطشه وأما اللاتي تصيبه في قبره فالأولى يضيق

    عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه والثانية يوقد عليه القبر نارا

    يتقلب على الجمر ليلا ونهارا والثالثة يسلط عليه في قبره ثعبان اسمه

    الشجاع الأقرع عيناه من نار وأظفاره من حديد طول كل ظفر مسيرة يوم

    يكلم الميت فيقول أنا الشجاع الأقرع وصوته مثل الرعد القاصف يقول

    أمرني ربي أن أضربك على تضييع صلاة الصبح إلى طلوع الشمس وأضربك على

    تضييع صلاة الظهر إلى العصر وأضربك على تضييع صلاة العصر إلى المغرب

    وأضربك على تضييع صلاة المغرب إلى العشاء وأضربك على تضييع صلاة

    العشاء إلى الصبح فكلما ضربه ضربة يغوص في الأرض سبعين ذراعا فلا

    يزال في الأرض معذبا إلى يوم القيامة

     
    آخر تعديل بواسطة المشرف: ‏28 أكتوبر 2013
  2. جاري تحميل الصفحة...