1. طائر الخير

    طائر الخير New Member

    السؤال

    هل عكرمه كذاب ام لا مع الدليل على ذلك ؟

    الجواب

    عكرمة: هو عكرمة، أبو عبد الله مولى ابن عباس، أصله بربري، توفى سنة أربع ومائة، وقيل: بعد ذلك.
    ومدار كلام من تكلم عليه ثلاثة أشياء:

    1. رميه بالكذب:
    وقد رماه بذلك ابن عمر وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وعلي بن عبد الله بن عباس ويحيى بن سعيد والقاسم بن محمد وعطاء الخرساني.
    وقد أجاب ابن حجر على جميع هذه الأقوال:
    فما روي عن ابن عمر بين ضعفه وأنه من رواية يحيى البكاء وهو متروك.
    ثم ذكر كلام ابن جرير أن يحتمل أنه أنكر عليه مسألة من المسائل كذبه فيها ثم ذكر رواية تدل على أنه أنكر عليه روايته عن ابن عباس في الصرف.
    ثم هو يحتمل أن يكون المراد بالكذب الخطأ كما هو في لغة أهل الحجاز كما ذكر ابن حبان في ترجمة برد في كتابه الثقات.
    وأما قول سعيد بن المسيب فقد ذكر كلام ابن جرير أنه قال: ليس ببعيد أن يكون الذي حكى عنه نظير الذي حكي عن ابن عمر.
    ووافقه ثم ذكر رواية فيه أن سعيد أنكر على عكرمة مسألة معينة.
    وأما قول ابن سيرين فقال ابن حجر: الظاهر أنه طعن عليه من حيث الرأي وإلا فقد قال خالد الحذاء: كل ما قال محمد بن سيرين نبئت عن ابن عباس إنما أخذه عن عكرمة ولكن لا يسميه لأنه لم يكن يرضاه.
    وأما ما روي عن علي بن عبد الله بن عباس فأجاب عليها: بأن ابن حبان ردها لأنهما من رواية يزيد بن أبي زياد وليس هو من يحتج به.
    وأما ما روي عن يحيى بن سعيد فأجاب عليه بقوله: فظاهر أنه قلد فيه سعيد بن المسيب.
    وأما ما روي عن القاسم وهو قوله: إن عكرمة كذاب يحدث غدوة حديثاً يخالفه عشية. فأجاب ابن حجر بقوله: وأما قصة القاسم بن محمد فقد بين سببها وليس بقادح لأنه لا مانع أن يكون عند المتبحر في العلم في المسألة القولان والثلاثة فيخبر بما ستحضر فيها. اهـ
    وكذلك ما روي عن عطاء فهو في مسألة معينة وهي مسألة الخفين.
    لذلك قال عكرمة: أرأيت هؤلاء الذين يكذبوني من خلفي أفلا يكذبوني في وجهي
    قال ابن حجر: يعني أنهم إذا واجهوه بذلك أمكنه الجواب والمخرج منه.
    وقال أيوب السختياني: لم يكن بكذاب.

    2. الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج:
     وصفه بذلك ابن معين ومصعب الزبيري وغيرهما.
     وقال أحمد: يقال إنه كان صفريا.
     وقال ابن المديني: يقال إنه كان يرى رأي نجدة.
     قال ابن حجر: وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك.
     قال العجلي: مكي تابعي ثقة، برئ مما يرميه به الناس من الحرورية.
     قال ابن جرير الطبري: وأما ما نسب إليه عكرمة من مذهب الصفرية، فإنه لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة نحلة ثبت عليه ما ادعي عليه من ذلك ونحله يجب علينا إسقاط عدالته وإبطال شهادته وترك الاحتجاج بروايته – لزمنا ترك الاحتجاج برواية كل من نقل عنه أثر من محدثي الأمصار كلها، لأنه لا أحد منهم إلا وقد نسبه ناسبون إلى ما يرغب به عنه قوم ويرتضيه
    له آخرون.

    3. القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأمراء:
     قال أبو طالب قلت لأحمد: ما كان شأن عكرمة قال: كان ابن سيرين
    لا يرضاه قال: كان يرى رأي الخوارج وكان يأتي الأمراء يطلب
    جوائزهم ولم يترك موضعاً إلا خرج إليه.
     قال: عبد العزيز بن أبي رواد: رأيت عكرمة بنيسابور فقلت له:
    تركت الحرمين وجئت إلى خرسان ؟ قال: جئت أسعى على عيالي.
     قال أبو نعيم: قدم على الوالي بأصبهان فأجازه بثلاثة آلاف درهم.
     قال ابن حجر: وأما قبوله لجوائز الآمراء فليس ذلك بمانع من قبول
    روايته وهذا الزهري قد كان في ذلك أشهر من عكرمة ومع ذلك فلم
    يترك أحد الرواية عنه بسبب ذلك.
    قلت: وثقه أيوب السختياني وابن معين والنسائي.
     قال أبو بكر المروزي قلت لأحمد: يحتج بحديث عكرمة؟ فقال: نعم
    يحتج به.
     قال البخاري: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة.
     قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عكرمة مولي ابن
    عباس كيف هو ؟
     قال: ثقة. قال:يحتج بحديثه ؟ قال: نعم إذا روى عنه الثقات، والذي
    أنكر عليه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك فلسبب رأيه، قيل لأبي:
    فموالي ابن عباس ؟ فقال:سميع وشعبة وعكرمة، وعكرمة أعلاهم
    قال: وسئل أبي عن عكرمة وسعيد بن جبير أيهما بالتفسير ؟ فقال:
    أصحاب ابن عباس عيال على عكرمة.
     قال ابن عدي: وعكرمة مولى ابن عباس لم أخرج ها هنا من حديثه
    شيئاً لأن الثقات إذا رووا عنه فهو مستقيم الحديث إلا أن يروى عنه
    ضعيف فيكون قد أتي من قبل الضعيف لا من قبله، ولم يمتنع الأئمة
    من الرواية عنه، وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنه ثقة
    في صحاحهم وهو أشهر من أن احتاج أن أخرج له شيئاً من حديثه
    وهو لا بأس به.
     وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من علماء زمانه بالفقه
    والقرآن، وكان جابر بن زيد يقول: عكرمة من أعلم الناس ولا يجب لمن شم رائحة العلم أن يعرج على قول يزيد بن أبي زياد – يعني المتقدم – لأن يزيد بن أبي زياد ليس من يحتج بنقل مثله، لأن من المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح قال: وعكرمة حمل عنه أهل العلم الحديث والفقه في الأقاليم كلها، وما أعلم أحداً ذمه بشيء إلا بدعابة كانت فيه.
     قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني: وأما حال
    عكرمة مولى ابن عباس – رحمه الله – في نفسه فقد عدله أئمة من
    نبلاء التابعين ومن بعدهم وحدثوا عنه واحتجوا بمفاريده في
    الصفات والسنن والأحكام، روى عنه زهاء ستمائة رجل من أئمة
    البلدان فيهم زيادة على سبعين رجلاً من خيار التابعين ورفعائهم
    وهذه منزلة لا تكاد توجد لكبير أحد من التابعين إلا لعكرمة مولى ابن
    عباس رحمة الله عليه، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسكوا عن
    الرواية عنه ولم يستغنوا عن حديثه مثل يحيى بن سعيد الأنصاري
    ومالك بن أنس وأمثالهما رحمهم الله.
    وكل يتلقى حديثه بالقبول ويحتج به، قرناً بعد قرن، وإماماً بعد إمام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح، وميزوا ثابت الحديث من سقيمه، وخطئه من صوابه وخرجوا رواته: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن شعيب، رحمة الله عليهم أجمعين، فأجمعوا على إخراج حديثه واحتجوا به، على أن مسلم بن الحجاج كان أسوأهم رأياً فيه، فأخرج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح وعدله بعدما جرحه. اهـ
    قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: قد أجمع عامة أهل العلم على الإحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبو ثور ويحيى بن معين، ولقد سألت إسحاق بن راهوية عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال لي: عكرمة عندما إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه قال: وحدثنا غير واحد: أنهم شهدوا يحيى بن معين – وسأله بعض التابعين عن الاحتجاج بحديث عكرمة – فأظهر التعجب.
    وأثنى عليه جابر بن زيد أبو الشعثاء وسعيد بن جبير وأبو أمامة سهل بن حنيف والشعبي وقتادة وعمرو بن دينار والثوري وابن المديني.
    قلت ( الزيادي ): هو ثقة ثبت. لذلك قال ابن حجر: ثقة ثبت عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة.

     
  2. جاري تحميل الصفحة...