صلاح عبد الله: لم أقصد السخرية من مبارك فى "الرجل العناب"

صلاح عبد الله: لم أقصد السخرية من مبارك فى "الرجل العناب"

صلاح عبد الله: لم أقصد السخرية من مبارك فى "الرجل العناب"

صلاح عبد الله فنان قدير ينتقل من شخصية لأخرى بسهولة ودون تكلف أو صعوبة، يدرك جيدا مفاتيح اللعبة الفنية ولذلك يعمل فى صمت، مطلعا بشدة على تطورات المشهد السياسى ولكنه لا يرغب فى الحديث والتواجد أمام الكاميرات مثلما يرغب الكثيرون، لذا فإن أحاديثه الصحفية ولقاءاته التليفزيونية قليلة، لكن "اليوم السابع"، التقت به فى الحوار التالى ليتحدث عن أعماله الفنية الأخيرة والمقبلة ورأيه فى أداء حكومة الببلاوى وأسباب تجسيده لشخصية مبارك فى أحد مسلسلاته، ورأيه فيما تمر به مصر من تطورات سياسية وتوترات مستمرة.

كيف تلقيت ردود الأفعال عن مسلسلك الأخير "الوالدة باشا" والذى كان بمثابة إعادة اكتشاف لك بحسب آراء النقاد؟
ردود أفعال الجمهور والنقاد على المسلسل فاقت كل توقعاتى، وهذا ما فاجئنى خاصة وأن هذا العمل لم يكن فى حساباتى من البداية، لكن لوجود مخرجة مثل شيرين عادل لم أتردد فى قبوله، فسبق وقدمنا معا عدة أعمال آخرها "الريان"، فهى تمتلك رؤية إخراجية مميزة، كما أننى عندما قرأت الشخصية وجدت أنها تمزج بين كل العناصر الفنية فيتواجد بها اللون الكوميدى والتراجيدى والإنسانى، فمثل هذه الشخصيات قليلا ما تجدها، وندعو بالرحمة لكاتب العمل محمد أشرف الذى كتب السيناريو والحوار بحرفية شديدة، ولم يحالفه الحظ حتى يرى مسلسله الأخير ليأتى أمر الله قبل أن يشاهد العمل.

ولكن عرض "الوالدة باشا" حصريا على شاشة الـcbc حرمه من تحقيق نسب مشاهدة عالية؟
لم يحدث هذا على الإطلاق فالعمل الجيد يفرض نفسه وأنا أرى أنه على الرغم من عرضه حصريا، إلا أنه استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا، وكان باستطاعته تحقيق المزيد من المشاهدة والنجاح فى حالة عرضه على فضائيات متعددة، ففى النهاية العمل الجيد يفرض نفسه حتى ولو كان وسط زحاما شديدا.

- انضممت مؤخرا لأسرة مسلسل "سرايا عابدين".. فما طبيعة دورك الذى يعيدك للأعمال التاريخية بعد مسلسل الملك فاروق؟
العمل فى مجمله بانوراما تاريخية متميزة وأنا حاليا فى مرحلة جلسات عمل متواصلة مع باقى الفنانين وأسرة الإنتاج، وخلال أيام قليلة سأتعاقد معهم بشكل رسمى، وأنا سعيد بهذا المسلسل الذى يعيدنى للتعاون مع صديقى المخرج المتميز عمرو عرفة، أما فيما يخص الدور فلن أعلن عنه فى الوقت الحالى حتى لا تغضب منى الجهة المنتجة التى تسعى لتقديم عمل متميز ومختلف، فالمسلسل يتواجد به نخبة كبيرة من النجوم.

تعاقدت منذ العام الماضى على مسلسل "العملية ميسى".. مع أحمد حلمى وحتى الآن لم يعرف أحد مصير هذا العمل؟
بالفعل تعاقدت على المسلسل منذ فترة وحصلت على جزء من أجرى، وأوشك مخرج العمل أحمد مناويشى على الانتهاء من ترشيح جميع الفنانين المشاركين وحددنا موعدا لبدء التصوير فى السابق، وعلى الرغم من ذلك لا أعرف عنه شيئا بعد أن تم تأجيله من العام الماضى.

- جسدت فى أحد مشاهد مسلسل "الرجل العناب" شخصية مبارك وهو فى السجن وقال البعض أنك تسخر من الرئيس السابق؟
طيلة حياتى وأنا لا أرغب فى السخرية من أحد مهما كان، ولكن كان لابد من التعرض لمثل هذه الشخصية التاريخية المثيرة للجدل، حتى ولو بمشهد واحد، لنخرج رسالة لكل من يحلم بسلطة رئيس الجمهورية ولكل من يعشق المناصب والكرسى، أن هذا الحلم من الممكن أن يتحول لكابوس مرعب، وتفاصيل المشهد تؤكد ذلك حيث أرى نفسى فى المنام أصبحت رئيسا للبلاد، لكنى أواجه نفس مصير مبارك وأتوجه للشعب من خلال الشاشة لأقول لهم أننى لم أكن أنتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة، ثم أرى نفسى فى قفص الاتهام فى مشهد مستوحى من محاكمة مبارك وهو مستلقيا ويضع نظارة سوداء على عينيه.

- هل أثر المشهد السياسى على الإنتاج الدرامى التليفزيونى؟
بالفعل فتوترات السياسة أثرت بشكل كبير على الفن بكافة أنواعه من سينما ودراما، فكم الأعمال التليفزيونية تراجع عن السنوات السابقة كثيرا، وأبرز مثال على ذلك أن بعض المسلسلات كانت مؤجلة من العام الماضى وعرضت مؤخرا على القنوات وهو ما يوضح العجز الإنتاجى الذى تمر به الصناعة حاليا.

كما أن مد فترة حظر التجوال أثر بشكل كبير على مختلف الأنشطة فى مصر وليس الفن فحسب، فأثر على المحال التجارية والكافيهات ومعظم العاملين أثناء الليل، كما أنه أثر على حركة المصريين والذين لم يتعودوا على مثل هذا التقييد، لكن على الرغم من كل هذا لابد أن نستجيب للمسئولين لأنه يفعلون ذلك من أجل أمن وسلامة البلاد والمواطنين، وأنا أرى أنا قرار الحظر هذا أظهر عظمة المصريين وإدراكهم جيدا لما يدور حولهم، فعندما أقبل أنصار الرئيس المعزول مرسى وتحدثوا عن قرار إغلاق الكافيهات من العاشرة مساء، هاج الشعب ضده، ولكن حينما أصدره قواتنا المسلحة استجابوا له بأقصى سرعة، لأنهم يدركوا جيدا من هو من يعمل لصالحهم ومن الذى يعمل ضد رغباتهم ومصالحهم، وأتمنى أن يقضى الجيش على الإرهاب تماما وتعود الحياة إلى طبيعتها بدون طوارئ أو توترات سياسية وأمنية.

- وما رأيك فى المشهد السياسى الحالى وكيف ترى كثرة المتحدثين فى الشأن السياسى وتصارع النخبة على اقتناص المناصب السيادية؟
أحد أحلامى أن يمتنع المتحدثين فى الشأن السياسى عن "الرغى .. عمال على بطال"، لأنهم كثروا بشدة ووجودهم يخلق البلبلة والتوتر واللخبطة لكل من حولهم، فكثرت مسميات الناشط السياسى والناشط الحقوقى، وأتوقع أنا نرى خلال الفترة المقبلة ناشط نظافة وناشط فنى، وما إلى ذلك بعد أن أصبحت مهنة ناشط مهنة من لا مهنة له، وهناك كثيرون منهم حينما يخرجوا للحديث عن البلاد يشكلون خطر عليها بسبب آرائهم الغريبة فى كثير من الأحيان، وأنا أقول لهم كفاية تشتيت وكفاية عك.

- كيف ترى أداء حكومة حازم الببلاوى باعتبارها أول حكومة بعد ثورة 30 يونيو؟
لدى العديد من التحفظات على هذه الحكومة، ولكن ليس أمامنا سوى الصبر، فنحن نريد إنجازات حقيقية ملموسة على أرض الواقع، وليست مجرد تصريحات وردية فى مؤتمرات، فمازلنا نعانى من خنقة وزحام المرور، ونعانى من مشاكل كثيرة، وبكيت عندما رأيت على إحدى القنوات الفضائية تقريرا لمناقشة مسألة ارتفاع الأسعار الجنونى وكانت هناك سيدة تبكى لأنها لا تجد قوت يومها، فكيف نشعر بالنجاح ونقول أننا تغيرنا للأفضل، فكل هذا يعطى انطباعات سيئة عن البلد، هذا بالإضافة إلى مشكلة شباب البطالة المعذور والذى أصبح يحن بشدة لأيام مبارك، فمصر الآن فى احتياج إلى أن تستقر اقتصاديا من جهة بالعمل المتواصل الجاد وأن تحارب الإرهاب من جهة أخرى.

ومن وجهة نظرك ما الأخطاء التى وقعت فيها جماعة الإخوان أثناء توليهم مقاليد الحكم فى البلاد؟
أخطاء كثيرة أهمها دخولهم الانتخابات الرئاسية منذ البداية، فهم أعلنوا أنهم لن يخوضوا هذه الانتخابات وغير طامحين فى السلطة، ولكن فاجئونا بمرشحين هما خيرت الشاطر ومحمد مرسى، ومن هنا ظهرت أكاذيبهم التى توالت بعد ذلك، فهم لم يصدقوا فى شيئا إلا حينما قالوا سنحرق مصر فى حالة إبعادنا عن السلطة، وهذا ما حدث بالفعل.

​