1. ملك

    ملك New Member

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سلّمت شعرها للمصففة ، وأرخت رأسها بهدوء تام دون أي مقاومة ..​


    نزلت دمعة حارة على خدّها ، سرعان ما مسحتها لكيلا يفسد المكياج ، لم يكن هذا ماتريد حتمًا ، لكن عليها أن تقبله .. فليس هناك من يدافع عن مطالبها !​


    منذ أن كانت صغيرة حتى كبرت وهي ترسمُ لوحةً بحياتها لبيتٍ نشأ على عادات وتقاليد المجتمع الذي تعيش فيه.


    *******​

    ” هل الكل مثل بابا ؟ لماذا لا أراه إلا ملوحًا بالعقال و العصاة ؟​

    لماذا لا أراه يتبسم ؟ رغم ذلك أثق أنه يحبني كثيرًا لأني أحبه كذلك .. “​

    وضعت القلم على الطَّاولة ، وأشاحت ببصرها نحو النافذة حيث الظلام الدامس قد حلّ على المدينة والنجوم تتلألأ .​

    كانت قد أخذت علقة ساخنة بعد أن خرجت إلى الشارع القريب تلعب مع أقرانها .. تحسست جسدها النحيل وهي تتأوه.​


    *******​


    - أميرة ! أين الشاي؟​

    أسرعت بوضعه على الصينية وقد حرق جزءً من أطراف أصابعها ، وقدمته له دون أن تسمع كلمة شكر ، فقد أشار لها بأن تضعه على الطاولة أمامه حيث يجلس.​

    صوت والدها الجهوري لازال يتردد في أذنها ، لم يتغير رغم مرور الأيام.​


    *******​


    بدت أميرة آيةٌ من الجمال وحسن الأخلاق ، وبدت كأي فتاةٍ ترسم لفارس أحلامها المنتظر ،​

    يواظب على الصلاة ، ملتزم ، طالب علم .. وبالطبعِ وسيم ، حسنًا ستتخلى عن هذا الحلم قليلاً حتى يأتي الفارس المنتظر ممتطيًا جواده ليأخذها بعيدًا​

    ضحكت وهي ترى نفسها على حصان مع رجل غريب .. قطع حبل أفكارها والدها وهو يقول لها :​

    عرسكِ الشهر القادم ، تقدم لكِ ابن عمك ، فجهزي حالك.​


    صمتت لوهلة ، و وجهت نظرها لأمها التي كانت تقف خلف الوالد تخفي دموعًا وضعفًا ، فما بيدها حيلة ، فأبوها هو سيد البيت الأول ، لا تكسر كلمته.​

    عرفت أن الأمر قد انتهى .. فتناثرت أحلامها كما يتناثر الزجاج ! .​


    وأيضًا هذه خاطرة بعنوان ( كوني متشائمة .. ولكن لوحدك ! )​


    كوني متشائمة .. ولكن لوحدك!​


    حدثتني صديقتي البارحة عن امتحانها ، ومدى خيبة الأمل التي أصابت صاحباتها في ذلك الامتحان.​

    حاولتْ هيَ زرع قليلاً من تفاؤل وأملٍ في قلوبهن ، وأصبحت تتحدثُ إليهنّ بأسلوبٍ رقيق عن أنَّها مُجرد درجات ..​

    لتتفاجأ بمن يخبرهنّ أن يبتعد عنها ، لتوصفها بأنها ” ذات ايمان قوي! “.​


    …​


    نعم أولئك هم المتشاؤمون ، ولكن لم يقف الأمر عندهم ، بل لازالوا يريدون من يفقد الأمل معهم!!​

    ليكونوا كالغرقى في بحرٍ واسع ، يتخبطون بالماء البارد!​

    حتى غرقوا بأفكارهم المتشائمة!​


    …​


    كوني متشائمة .. لكن رجاءً ، لوحدك!​

    ضعي لأنفسك أسوا الاحتمالات لتوطني نفسك على تقبلها ، لكن رجاء اعطي غيرك بذرة أمل وإن لم تزرعيها.​


    وكوني متفائلة .. لكن رجاءً ، مع الجميع!​

    تفائلي بأن الغد مشرق ، وارسمي لنفسكِ لوحة جميلة ، لكن رجاء لتدعي الآخرين يشاركوك لوحتكِ تلك.​
     
  2. جاري تحميل الصفحة...