1. ندى

    ندى New Member

    ثمن الخطايا
    ثمن الخطايا


    قالت ذات مرة .. أن للخطايا ثمن .,
    و سألتها ... ما نوع هذه الخطايا .. و ماذا يمكن أن يكون الثمن .,!!
    قالت : أولا تعلم أن الحب هو أكبر خطيئة من الممكن أن يرتكبها الإنسان بحق غيره ؟
    قلت : و لمَ لا يكون الحب أكبر فرَح من الممكن أن يهبه الإنسان لـ غيره ؟
    قالت : هل فكرت في الحالتين .. ماذا يمكن أن يكون الثمن ؟
    قلت بقليل من التمتمة و بالكثير من الفضول : لم أفهم ماذا ترمين إليه !!!

    قالت و هي ترمقني بنظرة عميقة مفادها أنها أدركت ما أرمي إليه :

    عندما يفكر الإنسان بالحب , يجب عليه أن ينظر حوله و أن يرى نفسه و أن ينظر في المرآة مرة و مرات
    ثم يعيد حسابات الوقت و المكان و النفس ...!, و يعطي نفسه حق الحب حسب تلك المعايير .
    أن يعد نفسه للحب بـ رجاحة عقل تبعث رسائل للقلب أن الأمل و الألم بقدر ما نمنحه من حب .
    أن ( يعرف ) ماذا يريد من حب و ماذا تناسبه من حياة مع من يحب .
    أن ينظر للحب كـ حياة ولا ينظر للحياة كـ تجربة حب من الممكن أن ينجح أو أن يفشل .
    أن يكون مستعداً للتنازل عن الكثير من السلبيات لأجل من يحب .
    أن يعي أن الإنسان مهما تلألأت نفسه في السمو يبقى ذو ( نقص ) .
    أن الحب حينما يجمع القلب بالعقل فإنه يرسم الحياة بمفهوم مفاده الإستمرارية و النجاح .
    أن الحب حينما يتعارض القلب و العقل فإنه يرسم سكرات من موت نمنحها لأنفسنا و لمن نحب .

    كانت تسترسل في الكلام و كأنها تلقي محاضرة في الحب أو بالأصح كأنها تسافر بين الكلمات دون النظر إلى و إلى انتظاري .
    كانت تصعد على سلالم السطور و كأنها تريد الوصول إلى عنوان بـ اسم ( الحب مصير ) .
    كانت تنظر إلى بين حين و آخر و تشير بإصبع التحذير و تقول ( للخطايا ثمن ) .

    انسلخت من صمتي و قاطعتها و قلت : عفواً إلى الآن لم أفهم ماذا تعنين بـ الثمن ؟!!

    قالت : الحياة يا عزيزي في كل مكان و لكن ليس في مكان حياة !!

    سألتها بابتسامة مليئة بالخبث : كيف ؟

    قالت : ألا توجد في الصحراء حياة ؟ قلت : بلى .

    قالت : هل هذه الصحراء بها حياة لكل ماهو حي ؟ قلت : لا .

    قالت : لماذا ؟

    قلت : حسب ما درسناه و تعلمناه أن المناخ و التضاريس تلعب دوراً أساسياً في التأقلم .

    قالت : هل تعتقد أنك ( حياة ) لكل أنثى ؟!

    قلت : الآن بدأت أفهم ما ترمين إليه ..!!

    قالت : أعلم أنك فهمت هذا المغزى من البداية و لكنك أردت استثارتي بالكثير من الفضول ,

    و قالت : عندما تمنح قلباً أن تعرف ماهية الحياة التي بداخله لأنثى تعلم جيداً أنها لا تلائمك فإنك تهدي لك و لها الموت , لذا فإننا نصادف الكثير ممن نستطيع تبادل الحب معهم و لكن تختلف الأنفس و تختلف الشخصيات .
    فـ هناك من يقيس معتقداته و رغباته و يقارنها بالطرف الآخر و هناك من يندفع بـ قلبه و رغباته دون الإكتراث ماذا ستئول إليه النتيجة .


    قالت في النهاية : إن الحب بـ مثابة الحياة و الموت فانظر أي الهبات عندك ..!!


    كان في الطرف الآخر من الحوار نفسي التي أرهقتني بالتفكير و أرهقتها بالكثير من الأسئلة .
     
  2. جاري تحميل الصفحة...


الوسوم: