ثمن الخطايا ثمن الخطايا قالت ذات مرة .. أن للخطايا ثمن ., و سألتها ... ما نوع هذه الخطايا .. و ماذا يمكن أن يكون الثمن .,!! قالت : أولا تعلم أن الحب هو أكبر خطيئة من الممكن أن يرتكبها الإنسان بحق غيره ؟ قلت : و لمَ لا يكون الحب أكبر فرَح من الممكن أن يهبه الإنسان لـ غيره ؟ قالت : هل فكرت في الحالتين .. ماذا يمكن أن يكون الثمن ؟ قلت بقليل من التمتمة و بالكثير من الفضول : لم أفهم ماذا ترمين إليه !!! قالت و هي ترمقني بنظرة عميقة مفادها أنها أدركت ما أرمي إليه : عندما يفكر الإنسان بالحب , يجب عليه أن ينظر حوله و أن يرى نفسه و أن ينظر في المرآة مرة و مرات ثم يعيد حسابات الوقت و المكان و النفس ...!, و يعطي نفسه حق الحب حسب تلك المعايير . أن يعد نفسه للحب بـ رجاحة عقل تبعث رسائل للقلب أن الأمل و الألم بقدر ما نمنحه من حب . أن ( يعرف ) ماذا يريد من حب و ماذا تناسبه من حياة مع من يحب . أن ينظر للحب كـ حياة ولا ينظر للحياة كـ تجربة حب من الممكن أن ينجح أو أن يفشل . أن يكون مستعداً للتنازل عن الكثير من السلبيات لأجل من يحب . أن يعي أن الإنسان مهما تلألأت نفسه في السمو يبقى ذو ( نقص ) . أن الحب حينما يجمع القلب بالعقل فإنه يرسم الحياة بمفهوم مفاده الإستمرارية و النجاح . أن الحب حينما يتعارض القلب و العقل فإنه يرسم سكرات من موت نمنحها لأنفسنا و لمن نحب . كانت تسترسل في الكلام و كأنها تلقي محاضرة في الحب أو بالأصح كأنها تسافر بين الكلمات دون النظر إلى و إلى انتظاري . كانت تصعد على سلالم السطور و كأنها تريد الوصول إلى عنوان بـ اسم ( الحب مصير ) . كانت تنظر إلى بين حين و آخر و تشير بإصبع التحذير و تقول ( للخطايا ثمن ) . انسلخت من صمتي و قاطعتها و قلت : عفواً إلى الآن لم أفهم ماذا تعنين بـ الثمن ؟!! قالت : الحياة يا عزيزي في كل مكان و لكن ليس في مكان حياة !! سألتها بابتسامة مليئة بالخبث : كيف ؟ قالت : ألا توجد في الصحراء حياة ؟ قلت : بلى . قالت : هل هذه الصحراء بها حياة لكل ماهو حي ؟ قلت : لا . قالت : لماذا ؟ قلت : حسب ما درسناه و تعلمناه أن المناخ و التضاريس تلعب دوراً أساسياً في التأقلم . قالت : هل تعتقد أنك ( حياة ) لكل أنثى ؟! قلت : الآن بدأت أفهم ما ترمين إليه ..!! قالت : أعلم أنك فهمت هذا المغزى من البداية و لكنك أردت استثارتي بالكثير من الفضول , و قالت : عندما تمنح قلباً أن تعرف ماهية الحياة التي بداخله لأنثى تعلم جيداً أنها لا تلائمك فإنك تهدي لك و لها الموت , لذا فإننا نصادف الكثير ممن نستطيع تبادل الحب معهم و لكن تختلف الأنفس و تختلف الشخصيات . فـ هناك من يقيس معتقداته و رغباته و يقارنها بالطرف الآخر و هناك من يندفع بـ قلبه و رغباته دون الإكتراث ماذا ستئول إليه النتيجة . قالت في النهاية : إن الحب بـ مثابة الحياة و الموت فانظر أي الهبات عندك ..!! كان في الطرف الآخر من الحوار نفسي التي أرهقتني بالتفكير و أرهقتها بالكثير من الأسئلة .