1. اليكى اختى 2024, تساؤلات محرجه , هل انتى متبرجه

    اليكى اختى 2024, تساؤلات محرجه , هل انتى متبرجه

    الحمد لله الذي بيده مقاليد الأمور ، وبأمره تصريف الأحوال ، وهو على كلِّ شيء قدير ، وبكلِّ شيء عليم ، والصلاة والسلام على رسول الله ، سيد ولد آدم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :

    فهذه تساؤلات محرجة لمتبرجة ، أردت من خلالها أن تنتبه الغافلة ، وتتعلم الجاهلة ، وتثبت على طريقها كلُّ فاضلة عاقلة ، فأقول ، وبالله أصول وأجول :


    * أختاه !

    هل تتبرجين ليراك الناس بهذا اللباس ، والتبرج المزعج ؟ وتفرحين إذا التفتت إليك الأبصار وتابعتك الأنظار ؟

    فأين أنت عن الله !

    أين أنت عمن يراك تلبسين ما نهاك عنه وحذرك منه ؟

    أما تخافين عذابه ؟ وتخشين عقابه ؟ وتهابين حسابه ؟

    أم أنَّ الدنيا أغرتك ؟ وفي أوديتها أردتك ؟ وبحبالها أوثقتك ؟

    هل ركنت للدنيا الفانية وغفلت عن الآخرة الباقية ؟

    هل طمعت فيما يزول ؟ وانشغلت بما يحول ؟ ونسيت يوماً سيطول ؟

    أعيذك بالله من كلِّ ما يؤذيك !

    قال تعالى : [ ... واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ] 1


    * أختاه !

    هل تحبين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ؟!

    لا أشكُّ في ذلك طرفة عين
    .
    فهل يرضيك ـ لو أنه بُعث من قبره ـ أن يراك على هذا الوضع المزري والواقع المخزي ؟!

    تصوَّري هذا بخيالك ، ثم افعلي ما بدا لك !

    عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :"كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " . قالوا يا رسول الله ‍ ! ومن يأبى ؟ قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " 2

    ألا تخشين أنك ممن أحدثوا بعده ، وصنعوا ما لم يشرع لهم ، وفعلوا ما لم يأذن لهم فيه ، فيطردون عنه ، ويُحرمون من حوضه ، ويُذادون عن الشراب من يده المباركة في يوم يطول فيه الموقف ويعظم فيه الهول ؟! وهو ينادي ويقول :" أمتي ! امتي ! " فيرد عليه :" إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك " !!


    * أختاه !

    أيسرُّك لو أن ملك الموت نزل إليك ، وهجم عليك ، ليستلَّ الروح من الجسد السافر والبدن الظاهر ؛ أن تلقي الله تعالى وأنت بلباسك المتهتِّك ، وحجابك المتبرج ؟

    أما تخافين من سوء الخاتمة وقبح العاقبة ؟ والمرء يُبعث يوم القيامة على ما مات عليه ، ثم يحاسب على ما قدمته يداه بين يديه .

    فيا لهف نفسي !

    كم من مفضوح في يوم لقاء الله !

    قال تعالى :[ قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ] 3



    * أختاه !

    لو أن شقيقك طلب منك أن تختاري له زوجة صالحة ممن تعرفين من الفتيات ، وجعل لك القرار في الاختيار ...

    فهل ستختارين له تلك المتبرجة السامجة ؟!

    أم أنَّك ستنصرفين عنها لتختاري له تلك اللؤلؤة المصونة والدُّرَّة المكنونة التي تلفعت بلباسها ، وتسربلت بعباءتها ، وحفظت نفسها من تلك النظرات الخائنة التي يرسل بها زمرة شيطانية من الذئاب البشرية التي تحوم حول كلِّ فريسة بلهاء زجَّت بنفسها بين أنياب الذئاب ومخالب المخربين من الشباب ؟

    أنا زعيم بأنَّك ستختارين الأخرى على الأولى !

    أ رأيت لمن يكون الاحترام ؟ وبمن تكون الثقة ؟ وإلى من تنصرف القلوب والعقول ؟ وتلك عاجل البشرى ، وما عند الله خيرٌ وأبقى .



    * أختاه !

    هل تقتدين في هذا التبرج بالمؤمنات الصالحات من أمهات المؤمنين أو بزوجات أصحاب خير المرسلين ؟ أو بنساء أتقياء التابعين ؟ أو بالحافظات لما أمر به ربُّ العالمين ؟

    أم أنَّك تتأسين بالفاسقات العاصيات من الكافرات الفاجرات أو بالممثلات المنحرفات أو بالمغنيات المائلات أو بالضائعات الحائرات ؟!

    ولا يخفاك ـ رُزقت هُداك ـ أنَّ التشبُّه في الظاهر دليل التعلُّق في الباطن ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، والمرء يُحشر مع من أحبّ ..
    فاختاري الرفيق في الطريق ، والموعد يوم القيامة !


    عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : لمَّا نزلت :[ يُدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ] خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية . 4

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول ، لمَّا أنزل الله :[ وليضربن بخمرهن على جيوبهن ] 5 شققن أكنف ـ وفي رواية ؛ أكثف ـ مروطهنَّ فاختمرن بها . 6

    فهل تستوي المستترة مع المستهترة ؟! والمحجبة مع المتفرنجة ؟! والتقيَّة مع الشقيَّة ؟! تالله لا تستويان ، لا في الدنيا ، ولا يوم يبعثان !


    * أختاه !

    هل تعلمين أن المتبرجة السافرة مهزومة من داخلها ؟ لأنها مهزوزة الشخصية ، مطموسة الهوية ، مسلوبة الإرادة ، لا تعتزُّ بدينها ، ولا تفخر بعقيدتها ..

    فهي تشعر بدناءة نفسها ، وتحس بضعف ثقتها بذاتها ، فتحاول ستر هذه السوءة ، بسوءةِ التبرُّج والسفور وحبّ الظهور ، وكم قُصمت بهذا ظُهور ؟!

    فأين هي ـ أسفاً عليها ـ من تلك الواثقة بطريقها ، المُعتزَّة بدينها ، والمستمسكة بأمر ربِّها .. فواسعداً لها !

    لقد جعلت الحجاب مبدأ تعيش عليه ، لا يمكنها التنازل عنه ، وقضية تناظل من أجلها ، فكيف تتساوى مع من تتهاوى ـ في كلِّ يوم ـ تحت أقدام أعدائها ، يحرفونها عن مسارها كيفما أرادوا ، وهي سامعة مطيعة ، خاضعة ذليلة ، لا رأي لها أو قرار ، ولا فكر لها أو خيار ؟‍‍!
    قال تعالى :[ أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ] 7

    * أختاه !

    هل تعتقدين أن التبرج حضارة ، ومواكبة للتطور ، ومسايرة لركب التقدم ؟

    الحقيقة أنها خدعة لا أظنها تنطلي عليك ، ولا أحسب أنك من ضحاياها ، فالتبرج عودة للعصور الهمجية ، ورجوع لأسن الجاهلية ، ولهذا جاء النهي الصريح في كتاب الله تعالى عن النكوص على الأعقاب ، والرجوع لزمن الوحش والغاب .

    قال تعالى :[ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأطعن الله ورسوله .. ] 8

    فهل ترضين بأن توصفي بالجاهلية ؟ أو تنسبين إلى العصور الحجرية ؟

    انتبهي من مكر الأعداء ، واحذري من كيد الشيطان ، فالرقي والتقدم تستلزم التمسُّك بالآداب الشرعية ، والقيم الإيمانية ، وإلا فإنها الجاهلية الأولى ‍‍‍، واللوثة الكبرى ، والنكسة الأخرى !


    أختاه !

    هل تحتملين الحرمان من الجنة العالية لنزوة زائلة ، ولنشوة عاجلة ؟ تمضي سريعاً كومض البرق ، ثم يبقى الذنب في الصحيفة ، وقد يكون سبباً للحرمان من الجنة ، فيا له من حرمان موجع وغبنٍ مفجع !

    فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ ( :" صِنفانِ مِن أهلِ النار لم أرَهُما . قومٌ معهُم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربُونَ بها الناسَ ، ونساءٌ كاسياتٌ ******ٌ ، مميلاتٌ مائلاتٌ ، رُؤسُهنَّ كأسنةِ البُختِ المائلةِ لا يدخلنَ الجنةَ ، ولا يجدنَ ريحهَا ، وإنَّ ريحها ليُوجدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا "9

    وعن أبي أذينة الصدفي ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ( ـ قال :" خير نسائكم الودُودُ الولودُ ، المواتية ، المواسية ؛ إذا اتَّقينَ اللهَ ، وشرُّ نسائكم المُتبرِّجاتُ المتخيلات ، وهنَّ المنافقات ، لا يدخل الجنة منهنَّ إلا مثلُ الغراب الأعصم " 10 وهذا الغراب في رجله ومنقاره لون أحمر ، وهو نادر في الغربان .

    أختاه !

    لماذا تتبرجين ؟! أليس ليراك الناس ، فيعجبون بك ، وينظرون إليك ، ويثنون عليك ، ويرضون عنك ؟!

    فأين أنت عن البحث الدؤوب عن رضى الرب ـ سبحانه ! أيعقل أن رضى الله تعالى آخر ما تفكرين به ، وتبحثين عنه ؟!

    أليست قلوب العباد بين يديه يقلِّبها كيف يشاء ؟! بلى ! فلماذا لا تجعلين الهمَّ همَّاً واحداً ؟!

    فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من التَمس رضا الله بسخط الناس ؛ رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس " 11

    فأفيقي ـ يا أخيَّة ـ من هذا السبات العميق ، واحذري من آفات الطريق ، واعلمي أن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل ، وأنك راجعة إلى الله ، وواقفة بين يديه ، فخذي للموقف أهبته ، وللموقف عدته ، وللسؤال إجابته ، فلا يغرنَّك بالله الغرور ، فإلى الله ترجع الأمور .
    [/color]

    1 البقرة :
    2 صحيح البخاري (6/2655 ) (6851 ) .
    3 الجمعة :
    4 صحيح سنن أبي داود (2/773) (3456) .
    5 النور : 31
    6 صحيح سنن أبي داود (2/773) (3457) .
    7 الملك :
    8 الأحزاب :
    9 صحيح مسلم (3/1339) (2128) .
    10 أخرجه البيهقي في السنن ، انظر : السلسلة الصحيحة (4/464) (1849) .
    11 رواه ابن حبان في صحيحه ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب (2/547) (2250 ) وهو في الترمذي بلفظ قريب منه .
     
  2. جاري تحميل الصفحة...